responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 435
ثُمَّ اى بعد شهادة شهدائهم لهم او عليهم لا يُؤْذَنُ لِلَّذِينَ كَفَرُوا يعنى لا يمهلون يومئذ لاعتذار ولا يقبل منهم الاعذار ان اعتذروا وَلا هُمْ يُسْتَعْتَبُونَ من العتبى وهي الرضا بالعتاب ليبثوا به ويبسطوه يعنى لا يسمع منهم الاعتذار مطلقا ولا يرضى منهم بالاعتاب [1] أصلا بل يعذبون حتما
وَاذكر يا أكمل الرسل إِذا رَأَى الَّذِينَ ظَلَمُوا أنفسهم بالعرض على المهالك بالخروج عن حدود الله الموضوعة فيهم الْعَذابَ الموعود لهم بالسنة الرسل والكتب فَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ يعنى تيقنوا وتحققوا حينئذ ان لا مخلص لهم منه ولا يخفف عنهم ايضا بشفاعة احد وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ ويمهلون ليتداركوا ما فوتوا من الايمان والإطاعة مع انقضاء زمان التدارك والتلافي
وَاذكر يا أكمل الرسل ايضا وقت إِذا رَأَى الَّذِينَ أَشْرَكُوا شُرَكاءَهُمْ حين أيسوا وقنطوا من شفاعتهم ومعاونتهم وقد عاينوا انهم هلكى أمثالهم قالُوا حينئذ متضرعين الى الله نادمين رَبَّنا يا من ربانا بأنواع اللطف والكرم فكفرنا بك وبنعمك وأنكرنا بأوامرك ونواهيك الجارية على السنة كتبك ورسلك هؤُلاءِ الهلكى الغاوون شُرَكاؤُنَا الَّذِينَ كُنَّا نَدْعُوا مِنْ دُونِكَ عنادا ومكابرة وبواسطة هؤلاء الضلال الحمقى قد رددنا قول أنبيائك ورسلك وكتبك ثم لما سمع شركاؤهم منهم قولهم هذا فَأَلْقَوْا وأجابوا إِلَيْهِمُ الْقَوْلَ ما تدعون وما تعبدون ايها الضالون الظالمون المغرورون الا اهويتكم وأمانيكم إِنَّكُمْ لَكاذِبُونَ مقصورون على الكذب والزور في دعوى اطاعتنا وعبادتنا
وَحين اضطر أولئك المشركون الضالون أَلْقَوْا إِلَى اللَّهِ يَوْمَئِذٍ السَّلَمَ اى أظهروا الاستسلام والانقياد وما ينفعهم حينئذ انقيادهم وتسليمهم سيما بعد تعنتهم واستكبارهم في النشأة الاولى والحال انه قد انقضى وقت التدارك والتلافي وَضَلَّ عَنْهُمْ وخفى عليهم واضمحل عن قلوبهم ما كانُوا يَفْتَرُونَ لشركائهم من الشفاعة لدى الحاجة حين تبرؤا منهم وكذبوهم.
ثم قال سبحانه الَّذِينَ كَفَرُوا واعرضوا عن الحق بأنفسهم وَمع ذلك قد صَدُّوا ومنعوا ضعفاء الأنام عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ الموصل الى توحيده ألا وهو الشرع الضريف المصطفى لذلك زِدْناهُمْ في النشأة الاخرى بسبب ضلالهم واضلالهم عَذاباً فَوْقَ الْعَذابِ بِما كانُوا يُفْسِدُونَ في أنفسهم ويأمرون غيرهم ايضا بالفساد
وَاذكر لهم يا أكمل الرسل يَوْمَ نَبْعَثُ فِي كُلِّ أُمَّةٍ شَهِيداً عَلَيْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وبنى نوعهم وهو نبيهم ورسولهم الذي أرسل إليهم من لدنا وَجِئْنا بِكَ يا أكمل الرسل حينئذ شَهِيداً عَلى هؤُلاءِ الغواة البغاة الطغاة المنهمكين في بحر الاعراض والإضلال وَالحال انا قد نَزَّلْنا عَلَيْكَ الْكِتابَ المشتمل لفوائد جميع الملل والأديان والكتب والصحف وجعلناه تِبْياناً موضحا مفصلا لِكُلِّ شَيْءٍ يحتاج اليه في امور الدين من الشعائر والأركان والاحكام والآداب والأخلاق والمندوبات والمحظورات والمواعظ والتذكيرات والقصص التي يعتبر منها المعتبرون المسترشدون هذا بالنسبة الى عوام المؤمنين وَقد جعلناه ايضا هُدىً هاديا الى معارف وحقائق يهديهم الى طريق التوحيد المنجى عن غياهب التقليدات والتخمينات بالنسبة الى خواصهم وَقد جعلناه ايضا رَحْمَةً اى كشفا وشهودا مترتبا على الجذبة والخطفة والخطرة بالنسبة الى خواص الخواص وَبالجملة ما هو في نفسه الا بُشْرى لِلْمُسْلِمِينَ المنقادين لله بسرائرهم وظواهرهم مفوضين أمورهم كلها اليه بلا تلعثم وتذبذب وكيف لا يسلمون ولا يفوضون
إِنَّ اللَّهَ المدبر لمصالح عباده يَأْمُرُ عباده أولا بِالْعَدْلِ اى بالقسط والاعتدال في عموم الأفعال والأقوال

[1] الاستعتاب طلب العتبى وهو اسم بمعنى الاعتاب الذي هو ازالة العتب ولا هم يستعتبون معناه لا يطلب منهم الاعتاب «شيخزاده»
اسم الکتاب : الفواتح الإلهية والمفاتح الغيبية المؤلف : النخجواني، نعمة الله    الجزء : 1  صفحة : 435
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست